علاقات الصداقة بين الكوريين والعرب منذ زمن بعيد

ولد أجنبي: متى بدأت علاقات الصداقة بين كوريا والدول العربية وأي نوع من المساعدة والعون تم تبادلها بين الطرفين؟
ولد كوري: بدأت علاقات الصداقة بين كوريا والدول العربية في حوالي عام 661 الميلادي عندما جرى التبادل التجاري الدولي بين الطرفين. وعندما نشبت الحرب الأهلية الكورية في عام 1950، ساعدت تركيا إحدى الدول الإسلامية كوريا. ومنذ أعوام السبعينات من القرن الماضي دخلت القوى العاملة الكورية منطقة الشرق الأوسط حيث عملت على قدم وساق على بناء المدن وسط الصحاري في الدول العربية. وبعد نهاية الحرب الامريكية على العراق أرسلت كوريا وحدة الزيتون العسكرية إلى العراق من اجل السلام وإعادة الإعمار هناك حيث يساعد أعضاء الوحدة المواطنين العراقيين من خلال بناء مستشفيات ومدارس وتقديم الخدمات الطبية.

العلاقات بين كوريا والدول العربية في العصر القديم
جرى أول إتصال بين كوريا والعالم العربي عن طريق التجارة الدولية في حوالي عام 661 الميلادي في عصر مملكة شيلا المتحدة. وفي القرنين الثالث عشر والرابع عشر أي في نهاية عصر مملكة كوريو وبداية عصر مملكة تشوسون تم تقديم دين الإسلام والثقافة الإسلامية فعلا إلى شبه الجزيرة الكورية. وفي هذه الفترة تعرضت مملكة كوريو لتدخل امبراطورية وون المنغولية في شؤونها الداخلية مما أدى إلى اتجاه مجموعات كبيرة من المسلمين القادمين من آسيا الوسطى والذين يمارسون نفوذا في حكومة امبراطورية وون آنذاك إلى مملكة كوريو الكورية. واستقر هؤلاء المسلمون في كوريو وكوّنوا جالية دينية وقومية خاصة لهم وأسهموا في زراعة الثقافة الإسلامية في المجتمع الكوري. ثم جاءت مجموعة من الروس الأتراك الأصل الذين هربوا من اضطهاد سلطة فولشيفيكي الروسية إلى كوريا ونجح هولاء في جمع كمية كبيرة من المال والثروة من خلال التجارة البينية التي تربط كوريا بمنشوريا واليابان. وعلى هذا الأساس قاموا بتكوين جالية تسمى " المحل الأسلامي " وعاشوا فيها حفاظا على دين الإسلام والثقافة الإسلامية. وقاموا بإنشاء مدارس قومية ومساجد إسلامية في مختلف الأماكن الرئيسية بمدينة سيول وقاموا أيضا بطباعة كتب القرآن الكريم ونشرها وخصصوا مكانا بالقرب من منطقة هونغ جاي بسيول ليكون مجمعا خاصا لمقابر المسلمين مما يعني بداية جديدة في نشر الإسلام في كوريا الحديثة.

دخول الإسلام في كوريا وبداية الإسلام الحديث
أتاحت مشاركة الجنود المسلمين الأجانب في الحرب الأهلية الكورية في عام 1950 فرصة مباشرة لتكوين جالية إسلامية حديثة في كوريا حيث أرسلت الأمم المتحدة قوات متعددة الجنسيات إلى كوريا الجنوبية وأرسلت تركيا لواء من جنودها إلى مساعدة كوريا الجنوبية لتصبح ثاني أكبر الدول المشاركة بعد أمريكا من حيث عدد الجنود. وحظى هؤلاء الجنود الأتراك بشهرة كبيرة بوصفهم أكثر الجنود الشجعان في المعارك في حين سعوا من جهة أخرى إلى تربية وتعليم أيتام الحرب من خلال إنشاء مدرسة انقرة وبعبارة أخرى، التزم الجنود المسلمون التزاما ممتازا بالقواعد والمبادئ وقدموا الخدمات الخيرية إلى المواطنين الكوريين الذين يعانون من الصعوبات الشديدة مما أعطى إنطباعا جيدا عنهم إلى الكوريين المقيمين حول القاعدة العسركية الخاصة لهم حيث أثار اهتمام الكوريين ومحبتهم للجنود الأتراك فضولهم واهتمامهم بدين الإسلام الذي يعد قاعدة ثقافتهم.

1) أعوام الخمسينات من القرن الماضي
أتاحت مشاركة الجنود المسلمين الأجانب في الحرب الأهلية الكورية في عام 1950 فرصة مباشرة لتكوين جالية إسلامية حديثة في كوريا حيث أرسلت الأمم المتحدة قوات متعددة الجنسيات إلى كوريا الجنوبية وأرسلت تركيا لواء من جنودها إلى مساعدة كوريا الجنوبية لتصبح ثاني أكبر الدول المشاركة بعد أمريكا من حيث عدد الجنود. وحظى هؤلاء الجنود الأتراك بشهرة كبيرة بوصفهم أكثر الجنود الشجعان في المعارك في حين سعوا من جهة أخرى إلى تربية وتعليم أيتام الحرب من خلال إنشاء مدرسة انقرة وبعبارة أخرى، التزم الجنود المسلمون التزاما ممتازا بالقواعد والمبادئ وقدموا الخدمات الخيرية إلى المواطنين الكوريين الذين يعانون من الصعوبات الشديدة مما أعطى إنطباعا جيدا عنهم إلى الكوريين المقيمين حول القاعدة العسركية الخاصة لهم حيث أثار اهتمام الكوريين ومحبتهم للجنود الأتراك فضولهم واهتمامهم بدين الإسلام الذي يعد قاعدة ثقافتهم.
2) أعوام الستنيات من القرن الماضي
في أعوام الستنيات من القرن الماضي شارك الكوريون المسلمون في عملية الدعوة الاسلامية داخل البلاد بشكل منتظم من جهة وسعوا إلى تعزيز العلاقات الوثيقة مع الدول الإسلامية من جهة أخرى. واتجه السيد عمر كيم جين كيو زعيم إتحاد المسلمين الكوريين مع السيد صبري سو جونغ كيل إلى بعض الدول الإسلامية بما فيها المملكة العربية السعودية وباكستان في نوفمبر عام 1959 وتجولا في هذه الدول لمدة سنة واحدة من أجل التعريف بالإسلام في كوريا وطلب مد العون.

3) بعد أعوام السبعينات من القرن الماضي
في ظل ارتفاع أسعار النفط في العالم دخل المهندسون والعمال الكوريون في دول الشرق الأوسط للمشاركة في عمليات بناء المباني الكبيرة هناك حيث بدأوا يهتمون إهتماما كبيرا بدين الإسلام ولهذا أحس إتحاد المسلمين الكوريين بالحاجة الماسة إلى القيام بعملية التبشير من أجلهم وأسس مركزا للإسلام ومكتبا فرعيا له في الجدة السعودية بدعم الشيخ عمر رجل الأعمال السعودي في مارس عام 1978 ونفذ عمليات التبشير بين المهندسين والعمال الكوريين العاملين في السعودية وبلغ عدد الكوريين الذين اعتنقوا بدين الإسلام حوالي 8 ألاف. وفي يوليو عام 1979 تم تأسيس مسجد خاص للمسلمين الكوريين ومكتب فرعي تابع للاتحاد في مجمع سام هو للبيوت في منطقة الزهرة بالكويت تحت رعاية وزارة الوقفة الكويتية حيث تم تعليم الإسلام للكوريين المقيمين في الكويت بجهود الإمام الكوري سليمان لي هاينغ ليه. ونتيجة لذلك دخل حوالي 3 ألاف كوري في دين الإسلام حتى يونيو عام 1984. أما في عام 1982 فقد تم تأسيس مكتب فرعي تابع للإتحاد في اندونيسيا من أجل دعم تبشير الكوريين وتبادل الطلاب الكوريين الدارسين هناك. وحتى نهاية عام 1996 بعد مرور 40 عاما على دخول الإسلام في كوريا تم تأسيس خمس مساجد إسلامية و6 مصليات إسلامية في مختلف المناطق الكورية. ويعتنق الآن حوالي 34 ألف مسلم من المسلمين الكوريين بدين الإسلام. ولمدة عشرين عاما في الفترة ما بين أعوام السبعينات والثمانينات من القرن الماضي أقام أكثر من مليون من العمال والتجار الكوريين في دول الشرق الأوسط. واستطاع عدد من الشركات الكبرى الكورية ان تنمو بسبب ازدهار صناعة المقاولات والانتعاش الاقتصادي في دول الشرق الأوسط في ظل ارتفاع أسعار النفط العالمية لتصبح ضمن شركات كبريات على مستوى العالم.

أحداث هامة
مارس 1982 تنظيم اللجنة الكورية السعودية المشتركة من اجل إنشاء جامعة إسلامية في كوريا
يوليو 1986 زيارة الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي لكوريا للتعرف على الإسلام في كوريا
أكتوبر 1998 زيارة ولي العهد السعودي الامير عبد الله لكوريا
يونيو 2002 افتتاح مصلى تابع لمركز الإسلام الكوري في جزيرة جيه جو
أكتوبر 2002 افتتاح المركز الإسلامي في مدينة عانسان في مقاطعة كيونغ كي
يوليو 2005 افتتاح المركز الإسلامي التابع لمركز الإسلام الكوري في منطقة كويو ( سونغ با- كو، سيول)

العلاقات الراهنة بين كوريا والإسلام
1) تنفيذ مشروع إحلال السلام وإعادة الإعمار في العراق
تقوم وحدة الزيتون للجنود الكوريين بنجاح بتنفيذ مهمة إحلال السلام وإعادة الإعمار في منطقة أربيل الواقعة في شمال العراق حيث تحاول تقريب المسافة مع المواطنين العراقيين من خلال بناء مستشفيات ومدارس وتقديم الخدمات الطبية. وخلافا للمستشفيات الأخرى في منطقة أربيل التي تنتهي أعمالها في الساعة الثانية بعد ظهر كل يوم يعمل مستشفى تابع لوحدة الزيتون لمدة 24 ساعة يوميا في الثلاث سنوات الماضية من اجل معالجة المرضى ويقوم الأطباء الكوريون العاملون فيه بنقل الفنون الطبية المتطورة إلى 75 أطباء عراقيين. بالإضافة إلى ذلك قامت وحدة الزيتون بإنشاء مرافق وتسهيلات خاصة للمواطنين العراقيين بما فيها مدارس وحدائق، وبتنظيم مختلف أنواع الأحداث من أجل تقديم الرياضة الكورية التقليدية التايكوندو والثقافة الكورية. وفي 27 نوفمبر عام 2006 أقيم مهرجان كبير خاص ليوم الصداقة بين الكوريين والأكراد بحضور عدد من الشخصيات الكردية البارزة والمواطنين العراقيين وجنود وحدة الزيتون. ومن المقرر ان تنسحب وحدة الزيتون الكورية من العراق بعد تنفيذ مهمة إعادة الإعمار في العراق بنجاح. 2) العلاقات الوثيقة بين كوريا والدول الإسلامية
يتم بث عدد من مسلسلات الدراما الكورية في عدد من دول الشرق الأوسط منذ بث مسلسلي الدراما " رواية الخريف " و"أغاني الشتاء" في مصر عام 2004. وتظهر زيادة اهتمام وحب الشعوب الإسلامية لكوريا خاصة في الأسواق حيث مثلت المنتجات الكورية حوالي 60% من الأدوات الالكترونية المنزلية المباعة في إيران ومصر وغيرهما من الدول الإسلامية. وفوق ذلك احتلت دول الشرق الأوسط والدول الإسلامية المركز الأول من بين دول العالم من حيث قيمة المقاولات وبناء وحدات المصانع التي فازت بها الشركات الكورية المعنية في العشرين سنة الماضية. وقبل كل شيء تعتمد كوريا على هذه الدول في 90 % من إجمالي استهلاكها للطاقة بما فيها النفط والغاز الطبيعي. وعلى أساس هذه العلاقات الوثيقة بين الطرفين تعد كوريا شريكة قوية للدول العربية ثقافيا واقتصاديا.